التجربة الكمبودية
تخيل أنك في يوم من الايام صحيت من النوم و لكن مش على صوت المنبه لا ده على صوت مليشيات بتجبرك أنك تخرج من بيتك و مش بس أنت لا ده كل المدينة خرجت من امكانها و اللي مخرجش اتقتل."
الكلام ده مش من رواية ديستوبية أو من فيلم خيال علمي و العالم بينتهي و كدا لا ده حصل فعلاً في كمبوديا سنة 1975 على ايد مليشيات الخمير الحمر الشيوعية أو (حزب كمبوتشيا الشيوعي) المدعوم من الاتحاد السوفيتي لمحاربة النظام الجمهوري المدعوم من امريكا ."
على الرغم من أن الحدث يعتبر طبيعي نوعاً ما في تلك الفترة إلا أن إللي حصل بعد كدا لم يتكرر في التاريخ حيث ان الخمير الحمر قادوا الشعب إلي معسكرات اعتقال في الادغال و تم اغلاق جميع المصانع و المدارس و الجامعات و المستشفيات و المؤسسات بل حتى تم الغاء التقويم و تم عمل تقويم جديد بيبدا منذ لحظة سيطرة الخمير الحمر على العاصمة بنوم بنه و إسقاط النظام السابق
بول بوت و قادة الثوار كانوا شايفين أن الحياة الحضرية هي سبب كل الشرور و الأطماع و أن الحياة في الادغال افضل و هي إللي بتجعل الإنسان كما ولدته أمه نقي تماماً و صحته النفسية و الصحية في أفضل الأحوال و كذلك الاقتصادية والاجتماعية عشان كدا خدوا قرار أن لازم الإنسان يرجع لطبيعته الأم."
تم بعد كدا إجبار جميع السكان على العمل في الزراعة حتى المزارعين تم أخذهم للعمل في معسكرات النظام و تم فصل جميع العائلات عن بعضهم البعض و تم فرض حظر على الكلام اثناء العمل و في حالة التذمر أو التكاسل بيتم فرض المزيد من العمل أما بقي لو رفضت انك تعمل تبقى حكمت على نفسك بالموت
لو أنت رفضت العمل فبيتم ارسالك إلي حقول القتل و هناك بتتعدم و تدفن في مقابر جماعية و مش بس دول اللي كانوا بيروح هناك خد عندك أي شخص بيتكلم لغة أجنبية أي شخص لي صلة بالنظام القديم أي شخص لي صلة بالحكومات الأجنبية أي شخص جامعي أي شخص لابس نظارة نظر ( ما اكيد مثقف و هيتعبنا) أي شخص بوذي مسيحي أو أقلية التشام المسلمة
النظام ده فضل موجود لمدة أربع سنين مات فيهم حوالي اتنين مليون كمبودي (حوالي ربع السكان) ده غير اللي واجهو مصير أسوأ من الموت و النظام سقط على أيد القوات الفيتنامية الشيوعية و إللي احتلت كمبوديا لمدة عشر سنين
في النهاية ده مجرد اجتهاد شخصي و بعتذر اعتذار شديد عن أي خطأ كان و الله أعلي و اعلم